تنمية حس الفكاهة لعائلة أكثر سعادة

أنا زينب آغا

القصة تقول: “أتظن أنه سيصاب بأزمة نفسية، لفقد عصفوره!”،  كانت الأم تسأل زوجها بحرقة عن حال ابنها. مر ذلك اليوم وكان الولد سميح حزينًا أشد الحزن على فقده لصديقه العصفور، لذا قرر أهله شراء عصفور جديد له .جاء اليوم الثاني وهو يوم عطلة سميح، ومع طلوع الفجر لمعت في ذهن الوالد فكرة بدت له جيدة، فما إن استفاق سميح حتى أعلمه والده أنه سيحظى اليوم برحلة جميلة، وأن هذه الرحلة هي لزيارة للأقارب والأصدقاء.

في خلال النهار كان سميح يستمتع حينًا باللعب مع أولاد الأقارب، ويتحسر حينًا على عصفوره، وما إن يراه الأب أو الأم بحال مضطربة حتى يداعباه لينسياه مصابه، ويلاعبانه مع بشاشة الوجه والألفة، ويقللان من شأن الواقعة بحكمة بحيث لا يتم التهكم ولا زيادة الألم في حين رآها سميح أعظم المصائب. والمتوقع حدث، فما إن تكلل ما حدث مع سميح بالفكاهة حتى غدا سميح متقبلًا للحادثة راضيًا ثم متغاضيًا متناسيًا ثم سعيدًا ناسيًا.

يظهر لنا أن الوالد استخدم حس الفكاهة ليجعل استجابة طفله لحدث سلبي إيجابية، وفي الواقع كانت تلك الاستراتيجية لها أبعاد أخرى جديرة بأن تزيد روابط المودة بين الطفل وأهله؛ وستؤثر في الطفل فيما يأتي من الزمان، سيدرك أن من كان أكبر منه سنًّا قادر على قياس المصيبة ووضعها في موضعها التي تحتاجه، وأن المشكلات الطارئة لا تمنع من التقرب الأسري، وحس الفكاهة لا ينحصر بالإيجابيات التي لخصَتها القصة، فمن إيجابيات حس الفكاهة في الأسرة:

  • إنشاء روابط ودية قوية بين الأفراد.
  • تفاعلات إيجابية دائمة، لبيئة المنزلية يشغلها الرضا والتفاهم والحب والصبر.
  • وسيلة قوية لمواجهة الأزمات والتخلص من التوترات.
  • تزيد الطفل ثقة بأهله، واعتمادًا على نفسه والتسليم بها كونها قادرة على تخطي المصاعب.
  • ينشأ عند الطفل صداقة وثقة بأبويه فيمكنه اللجوء إليهم وعدم الخوف من انفعالاتهم.
  • تقود إلى بيئة متفائلة، بحيث يكون البيت مركز الانتماء والراحة بمزاج طيب لا يعكر صفوه النوائب. 

الخلاصة: الفكاهة قد أن تحدث فرقًا كبيرًا في الأسرة، فحس الدعابة يساعد الأسرة كاملة على تجاوز الأوقات المملة، والتعامل مع الأوقات الصعبة، والاستمتاع بالأوقات الجيدة وإدارة الأوقات المخيفة. كما أن حس الدعابة كفيل بتقوية الروابط بين الزوجين من ناحية، وبين الأهل وأولادهم من الناحية الأخرى. وليس مستغربًا بأن تكون الفكاهة هي المسؤول الأول عن بيئة صحية للأسرة، فتؤدي إلى التفاهم والألفة، وإلى مدرسة تجعل عند الأولاد ثقة لا تتزعزع وهمة شامخة ومرونة عالية. وبالتأكيد قد لا نتفق على ما هو مضحك وما هو غير مضحك، ولكن حس الفكاهة هو وسيلتنا للسير في الحياة بخفة ومتعة، لذلك ارسم الابتسامة الجميلة على وجهك، واجلس بين أسرتك بفرح وهناء.