التربية المالية لاولادنا

وهو عنوان مهم ومفيد 

أبدأ بقصة قصيرة: فقدت الأم مبلغًا من المال في البيت، فلم يخطر ببالها أن يكون أحد من أولادها أخذ هذا المال، فراجعت العاملة المنزلية في ذلك مُعرّضةً بها، فاستطاعت العاملة التخلص من التهمة بأنها رأت فلانًا من الأولاد يأخذ المال، فتحققت الأم وعرفت الحقيقة وحاسبت الفاعل.

يهمكم التعليق على القصة.

ليس للأم التسرع في الاتهام، وتبرئة ساحة الأولاد، وحصر التهمة في العاملة بلا دليل.

كم هو كمّ الإحراج الذي سبّبه الولد الذي أخذ المال لأمه تجاه العاملة عندها.

لماذا أخذ الولد المال؟

١- هل كان يمازح أمه؟ لا خير في هذا المزح الذي يشغل بال الأم وبسبّب الضرر للآخرين.

٢- هل كان يحتاج المال لفترة ثم يعيده من دون أن تشعر أمه؟ هذا ضد الأمانة والشفافية في البيت.

٣- هل كان يريد أن يأخذه من حيث لا تنتبه الأم مطلقًا باختفاء المال؟ وهذا غير مسموح به مطلقًا إذ لا رضا لصاحب المال.

٤- هل كان يريد أن تُلصق التهمة بغيره كالعاملة؟ هذا تصرف خطر شرّير.

التربية البيتية تشمل في ما تشمل التربية المالية، فالمال شيء أساسي في حياة الإنسان يستطيع من خلاله الاستعانة على قضاء أموره. 

مشاهدينا ومتابعينا؛ على الوالدين أن يعلّما أولادهما أشياء مهمة تتعلق بالمال، ومنها عشرة أشياء:

١- المال وسيلة وليس غاية.

٢- المال أنت تحرسه، والعلم هو يحرسك.

٣- المال ينبغي أن يكون بالحلال ليُصرَف بالحلال.

٤- المال سبب للرحمة والتآخي بين الناس.

٥- المال الذي معنا قد يكون للناس حقوق فيه، كالزكاة بشروطها وما إلى ذلك.

٦- المال ليس سببًا بالمطلق للسعادة.

٧- المال امتحان لإرادة الإنسان وشهوته واستعداده لالتزام حدوده.

٨- المال يأتي ويذهب، فلا يتحسّر الواحد إلا على فوات خير ضيّعه.

٩- المال إن بالغ الإنسان في محبته قد يعمي عينيه وقلبه، وهو حجاب عن الخير إن تعلق به فصار بخيلًا شحيحًا. 

١٠- المال سمي كذلك لأن كثيرًا من الناس مالوا إلى من عندهم المالُ.

وبالعودة إلى قصتنا الافتتاحية، كان ينبغي على الولد أن يفاتح أمه بحاجته للمال، ولأيّ سبب، لا أن يكون كاللصوص في الخفاء، وأن لا يزعزع الثقة بينه وبين أمه، وأن يلتزم القناعة بما قسم الله له، وبما يقدّم أهله له من فضل الله، لا أن يمدّ يديه إلى مال أهله بغير رضاهم.

الخلاصة: ينبغي أن يعرف أولادنا قيمة المال، وأهمية جلبه بالحلال وصرفه بالحلال، وأنه لا ينبغي أن يجعلنا المال مهووسين بجمعه ولو على حساب مبادئنا وأخلاقنا